الجمعة، 9 ديسمبر 2011

عائد من الموت يروي قصته وهو جثة هامدة امام ثلاجة الموتى

  














عاد مواطن سعودي من تجربة الموت، بعد أن اعتبره الأطباء متوفى، ووقعوا أوراق وفاته بالفعل، إلا أن مشيئة الله سبحانه وتعالى دفعت بممرضة سعودية مخلصة لاكتشاف الخطأ الكبير الذي كاد يدفن إنسانا حيا. والقصة تبدأ ان المواطن السعودي إبراهيم سعد الماجد، الذي قال: "أنا متقاعد من العسكرية منذ فترة طويلة بسبب معاناتي من عدم انتظام السكر في الدم، وأمارس حاليا بيع وشراء الإبل (الجمال) وفي شهر رمضان الماضي وبسبب شجار حول سعر إحدى "النياق" أغمي علي ولم أشعر بعدها بشيء".


ويضيف إبراهيم أن بعض الحضور حكوا له فيما بعد أنهم حاولوا إفاقته بشتى الطرق، لكنه لم يفق، ما اضطر ابنه الأكبر الذي كان يرافقه في السوق الى أخذه لأقرب مستشفى، وما ان وصل المستشفى حتى أدخلوه لقسم الطوارئ لإنعاشه، لكنه ـ كما يقولون ـ لم يستجب، وبعد ذلك أعلنت وفاته. ويضيف المواطن إبراهيم: بالفعل وقعت الأوراق الرسمية للوفاة، وحدد السبب بأنه هبوط حاد في الدورة الدموية بسبب السكر، وتم إنهاء إجراءات إدخال الجثة لثلاجة الموتى في المستشفى، لكن قدرة الله شاءت أن يرفض مسؤول الثلاجة تسلمها لامتلائها، فتم وضعها مؤقتا في الممر (السيب) لحين فراغ الثلاجة من إحدى الجثث.

ويقول إبراهيم: في هذه الأثناء ذهب ابني لإبلاغ أمه وإخوته بالوفاة وإحضارهم للمستشفى لرؤيتي للمرة الأخيرة، ووضعت في الممر. لكن شاء الله سبحانه وتعالى أن تمر ممرضة سعودية وتستفسر عن سبب وضع جثتي في الممر أمام المرضى والمراجعين، وعدم إدخالها للثلاجة.

فقيل لها: إن الثلاجة ممتلئة، فوضعت الممرضة يدها على ساقي من باب الفضول، لتكتشف أنه مازال لدي نبض بسيط، فصاحت بالأطباء والممرضات بأنني مازلت حيا، ليسارعوا بعمل الإنعاشات للقلب حتى استعدت وعيي بشكل كامل، وعدت بعد أيام لبيتي لأمارس حياتي بشكل طبيعي.

وعن تلك التجربة المؤلمة يقول إبراهيم الماجد: سبحان الذي يحيي العظام وهي رميم، لم يكتب الله لي الموت ولم يحن أجلي بعد، لكن الخطأ من المستشفى ومن المسؤولين فيه، الأطباء والإداريين، فكيف يوقعون أوراق إنسان مغمى عليه على أنه ميت دون التأكد من وفاته؟ وعما كان يراه أو يسمعه وهو مغمى عليه في المستشفى، قال: "لم أكن أشعر بشيء سوى وجود أنوار خافتة، وهمس أصوات حولي لا أميزها لأنها ترتفع فجأة وتخفت فجأة وكل شيء حولي كان أبيض اللون ولا أعرف ما هو". وأضاف الماجد: "ليس من المعقول مع كل هذه الأجهزة المتطورة أن يخطئ الأطباء في تشخيص الحي من الميت".

وحاولنا أخذ رأي المستشفى إلا أن المدير المسؤول فيه، قال: "الموضوع منته ولا تعليق لدينا".

وبعرض هذا الموضوع على المحامي غالب الروقي، قال: "الموضوع واضح ولا لبس فيه، وحسب الشرع فهناك إهمال من قبل المستشفى وفشل في متابعة حالة الشخص الذي دخل وهو مغمى عليه، وبالتالي وجب عليهم إفاقته وفق القواعد الطبية المعترف بها من الناحية النظامية، أما من الناحية الإنسانية فلا يجوز توقيع أوراق الوفاة حتى يتم التأكد بشكل لا شك فيه من حدوث الوفاة القطعية، لذا من حق المواطن إبراهيم الماجد رفع دعوى والمطالبة بتعويض مالي كبير عن هذا الخطأ الذي كاد يحرمه من حياته ويحرم أسرته من عائلهم".

الاثنين، 24 يناير 2011

الفلسطينية النائمة في سبات عميق بسبب الامتحانات.. تحير الاطباء




خلق الله الانسان ووضع به اسرارا كثيرة يصعب تخيلها أو اكتشافها. الجنية الشريرة اشتهرت في حكايات الأطفال بأنها تجعل الأميرة تنام لمدة 100 عام¡ وتستيقظ على قبلة أمير¡ ويبدو أن هذه القصة تحققت في الواقع مع الفتاة الفلسطينية الجميلة "آيات" التي تغط في سبات عميق منذ سنين لسبب غير معروف¡ رغم أنها ليست أميرة بل إن والدها رجل فقير.

وأوضح والد "آيات" في حوار مع "ام بي سي" في أسبوع¡ أن ابنته تفوقت في جميع امتحاناتها باستثناء إحدى المواد التي أصيبت خلال امتحانها برغبة شديدة في النوم¡ وهو ما جعل المعلمة تطلب من عائلتها أخذها إلى الطبيب¡ وخاصة بعد أن تفاقمت حالتها.

وبدأت رحلة العذاب للأسرة الفقيرة حيث أجريت لآيات كافة الفحوصات الطبية الممكنة بما فيها صور طبقية ومغناطيسية في الأراضي الفلسطينية والأردن وإسرائيل¡ ولكن بالرغم من ذلك لا يوجد تشخيص دقيق لحالتها حتى هذه اللحظة.


ويتم إدخال الطعام إليها بواسطة أنبوب متصل بشكل مباشر بمعدتها¡ كما يتم إعطاؤها بعض الأدوية لمنع أي تشنج في عضلاتها¡ وهو ما أكدته "لطيفة شلبي" -العاملة الاجتماعية المرافقة لآيات- والتي أرسلتها إلى إحدى المستشفيات في القدس حيث أكد الأطباء وجود مشكلة في الدماغ¡ وتحوم الشكوك حول وجود فيروس به¡ لكن لم يتمكنوا من معرفة المشكلة.

وتبدو حالة "آيات" في تحسن وفق ملاحظات الأهل حيث باتت تشعر حديثا بقدميها¡ وفي بعض اللحظات تعطي الانطباع بأنها تستيقظ لثوان معدودة¡ وتسمع وتعي ما يقال لها¡ وتعود مجددا إلى سباتها من جديد. وعبرت "والدة آيات" باكية عن شعورها بالحزن وهي تراقب ابنتها في سباتها العميق¡ وخاصة عندما ترى أن جميع صديقاتها في الصف يكبرن¡ وهي تنمو لكن أثناء نومها¡ متمنية أن ترى ابنتها تتحرك أمامها مرة ثانية.

وإلى أن يتم تشخيص المرض والعلاج ستبقى حكاية آيات مثل الجنيات¡ معلقة على آمال بنهايات سعيدة¡ في الوقت الذي يتمنى فيه والدها أن يسمع كلمة "بابا" من ابنته بعد أن ظلت نائمة لسنتين متتاليتين

الاثنين، 3 يناير 2011

العلماء يسمونها تجارب الاقتراب من موت محقق..أشخاص ماتوا لكنهم عادوا إلى الحياة... ماذا عاشوا، شاهدوا و سمعوا؟

 

الذين دخلوا مملكة الأموات  - ثمانية ملايين أمريكي عاشوا التجربة  - الذين يعيشون التجربة يمرون بتسع محطات– إحساس بالطمأنينة و الحب و السعادة يغمرهم – بسرعة البرق يعبرون نفقا طويلا ينتهي بضوء وهاج – يرون " فيلما " سريعا لكل أحداث حياتهم منذ الولادة – يلتقون بالموتى ممن عاشروا وأحبوا في حياتهم – الأطفال يجدون حيواناتهم الميتة في الاستقبال – يكتشفون حياة بعد الحياة و عالم رائع – الحديث بالتخاطر الذهني و ليس بالكلمات -  رغبة في البقاء و عدم العودة إلى الحياة – الذين عادوا من الحياة  تغيروا على كل الأصعدة – المنتحرون لا يعيشون نفس الشيء - شهادات عن عوالم مخيفة و مأتمية أخرى...هل هي جهنم؟ - نظرية كارل ساغان تجلب له السخريـة - هل يشير الإسلام بخلود الروح - كيف يبرر الإسلام الموت؟ - شهادات  أشخاص عاشوا تجارب الحياة بعد الحياة.

 

 

تجربة الإقتراب من الموت (NDE) المحقق يمكن تعريفها على أنها: " حادثة واضحة مع وعى مدرك تحدث عند لحظة موت فعلي مؤقت أو يقترب من موت محقق دون مشاركة الجسد". التجارب التالية تقع ضمن ذلك التعريف. ويجدر الذكر أنه لا يوجد إحصاء عام أعده الباحثون في هذه الحالات في حدود التعريف المشار إليه. في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يعترف العلماء و الباحثون بوجود 774 حالة إقتراب من الموت المحقق تحدث يوميا .

 

تجارب الاقتراب من موت محقق المعروفة عالميا و علميا بتسميتها الأنجليزية المختصرة NDE ( Near Death Experiences )...تلك الآلاف من التجارب المتناقلة منذ ما لا يقل عن 21 سنة ، هل هي كافية لإعطائنا فكرة حقيقية عما يوجد و يحدث بعد الموت؟ هل هي رؤى لواقع آخر ممنوع علينا إلى غاية مغادرة الحياة؟ أم أن الأمر يتعلق بصور تبشر بظهور نوع بشري جديد؟

 

الذين دخلوا مملكة الأموات

 

بعبارة أصح عندما يلامس الإنسان الموت ثم ينجو منه يتم تصنيفه ضمن ما يسمى علميا تجارب الاقتراب من موت محقق...و إلى حد الآن كل شيء قد يكون طبيعيا لكن المحير في الأمر هو أن الناجين من الموت بفضل معجزة أو التطور التكنولوجي في مجال الطب لا يعودون إلى الحياة بنظرة عن العدم الذي نتصور نحن الأحياء بأنه يرادف الموت بل بالعكس تجدهم يرجعون إلى هذه الحياة بصور عن عالم آخر شاهدوه و عاشوا فيه بدليل أنهم يصفونه بدقة متناهية و كأنهم قاموا برحلة موجهة إلى موقع معين...فهل هؤلاء الميتون مع وقف التنفيذ زاروا " مدخل مملكة الأموات " على حد تعبير أحد العلماء؟

هناك حالة نموذجية مستخرجة من نشرية الجمعية الدولية لدراسة الوضعيات القريبة من الموت سنتطرق إليها لكن قبل ذلك نلخصها في ما يلي:

الأستاذ – شوراكي – محضر قضائي تعرض الى حادث على طريق سريع  مباشرة بعد نزوله من سيارته التي توقفت بفعل عطب أصابها محركها. و نتيجة الصدمة العنيفة التي تعرض لها اثر الحادث، قضى سبع ساعات في غيبوبة قصوى، ثم يروي الرجل: " لقد شعرت بالموت و رأيته عندما أحسست أولا بانفصال جسدي. شاهدت جسمي جامدا ثم شبه نفق دخلت فيه بدفع قوة لم أستطع مقاومتها و في نهاية هذا النفق كان يشع ضوء وهاج ثم رأيت الحياة تمر أمامي و كأنها شريط سينمائي معروض بصور سريعة جدا و لقد انتابتني رغبة جامحة في التمسك بذلك العرض الصوري الحياتي و في نفس هذه اللحظة استيقظت من غيبوبتي ".

 

ثمانية ملايين أمريكي عاشوا التجربة

 

 هذه التجربة تكاد تكون نفسها لدى كل الأشخاص الذين عاشوا تجارب الاقتراب من موت محقق و شهادات من هذا القبيل كانت في الماضي القريب حكرا على نشريات طبية متخصصة و كانت ( أي هذه الشهادات ) ستبقى مجهولة لدى عامة الناس في العالم لو لا العمل المنشور من طرف الدكتور الشهير ريموند مودي الذي جمع كل الشهادات و قدمها في شكل كتاب صدر عام 1975 بيعت منه 3.5 ملايين نسخة عبر كامل أرجاء المعمورة فكتاب " الحياة بعد الحياة " لعب دورا حاسما و حرض ردود أفعال كثيرة و متنوعة خصوصا و أن أي بشر مرشح لأن يعيش هذه التجربة المؤثرة . ضف إلى ذلك، من بين الأمريكيين وحدهم ثمانية ملايين شخصا عاشوا حالات الاقتراب من موت محقق حسب سبر آراء تم إنجازه عام 1988 و فوق ا و ذاك تبين أن التجربة عالميـة و عاشها حتى سكان الأمازون و الأدغال المنسية و هي لا تتأثر لا بالعمر و لا بالجنس و لا بالبلد أو القارة و لا بالثقافة و لا بالديانة و لا بأي عامل آخر.

 

الذين يعيشون التجربة يمرون بتسع محطات

 

الدكتور – رايموند مودي – الذي يعد المرجع العلمي رقم 1 عالميا في هذا المجال يتطرق في كتابه " الحياة بعد الحياة" إلى تسع محطات لا يمكننا القول أنها توجد كلها في كل تجربة اقتراب من الموت المحقق لأن كل واحدة منها قد تكون وحدها حالة قائمة بذاتها، إلا أن هذه المحطات التسع تعود و تتكرر باستمرار في شهادات الأشخاص الذين عادوا إلى الحياة بعد موتهم.

أولا: الإحساس بالموت بعد بعض الوقت من الغموض الذي غالبا ما يكون مرفوقا بتخوف يكتشف و يقتنع الجريح أو المريض بأنه مات و فورا تتحول تخوفاته إلى سعادة مطلقة.

ثانيا: سلم و غياب الألم حتى و إن سبقتها معاناة معينة، تجربة الاقتراب من الموت المحقق خالية من الشعور بأي ألم.

ثالثا: " الميت" يشعر بأنه غادر جسمه الذي يبقى يراه من خارجه و كأن الأمر يتعلق بشيء ما تركه خلفه ( العلميون يسمون مثل هذه الحالة autoscopie .

رابعا: عبور النفق المظلم الشخص الذي يعيش التجربة يشعر بنفسه تعبر نفقا يسبح في الظلمة لكن نهاية هذا النفق مضيئة بشكل يدهش الناظر و يبهره.

خامسا: نهاية النفق هناك في نهاية النفق من حيث ينبثق ذلك الضوء الوهاج توجد كائنات مضيئة و كأنها مصنوعة من نور و تشع من حولها الإحساس بالأمان و الطمأنينة. هؤلاء الموجودون في وضعية الذين ينتظرون دورا أو شيئا ما، غالبا ما يكونون أصدقاء أو أقارب أو معارف توفوا قبل ذلك.

سادسا: لقاء مع كائن مضيىء كله نور و حب و تفهم كما يرد في كل شهادات الأشخاص الذين عاشوا التجربة.

سابعا: تقييم الحياة قبل إعادة الشخص المرشح للموت – إن صح التعبير – إلى الحياة، تعرض عليه ومضات ( فلاشات سريعة جدا جدا ) عن ماضيه الشخصي. صور ملونة ثلاثية الأبعاد عن كل ما عاشه الشخص " الميت " منذ ولادته.

ثامنا: الصعود بسرعة إلى السماء ، مباشرة بعد الخروج من ذلك النفق.

تاسعا: العودة رغم الأنف بالنسبة لعدد كبير من الأشخاص الذين وصلوا إلى المستوى التاسع الذي نحن بصدد الحديث عنه ثم عادوا إلى الحياة، فان عودتهم كانت رغما عنهم و عن أجسامهم التي لم يبقوا يتحكمون فيها لأن بداية الموت هذه كانت مستحبة لديهم بشكل خارق يجعلهم لا يطلبون في قرارة أنفسهم سوى مواصلة المشوار إلى آخره.

و إذا كان الدكتور – رايموند مودي – قد نشر شهادات الأشخاص الذين عاشوا الحالات القريبة من الموت لدى العامة فان الدكتور كينيث رينغ أستاذ علم النفس في جامعة كونيكتيكوت كان أول من بادر إلى تفسير ( محاولة تفسير ) الظاهرة علميا و بغض النظر عن المصطلحات المستعملة من قبل رايموند مودي و كينيث رينغ تبقى التحليلات التي أتيا بها نفسها تقريبا من حيث الجوهر بعد ما أجرى العالم الثاني دراسة لحالات 102 أشخاص عاشوا التجربة ( 52 منهم بسبب المرض، 26 نتيجة حوادث مختلفة و 24 اثر محاولات انتحار ) لكن ما ميز عمل كينيث رينغ هو اكتشافه بخصوص العلاقة الموجودة بين سبب الموت و تفاصيل التجربة أي هل أن الشخص الميت ( ما بين قوسين طبعا ) يعيش نفس المحطات التي ذكرناها مهما كان سبب وفاته مرض أم حادث أم انتحار أم سكتة قلبية أم جلطة دماغية مثلا؟

 

المنتحرون لا يعيشون نفس الشيء

 

 الدكتور كينيث رينغ يجيب ب " لا ليس بالضرورة " رغم أنه يبدو إحصائيا و حتى علميا أن النساء معرضات للموت بفعل المرض عكس الرجال الذين غالبا ما يعيشون تجربة العودة إلى الحياة بعد الموت اثر تعرضهم لحوادث، بينما يفيد الأشخاص الذين حاولوا الانتحار فماتوا ثم عادوا إلى الحياة بأنهم لم يروا ذلك النفق المظلم و لا الضوء الوهاج في نهاية النفق و لم يشعروا بأي سعادة و لم يشاهدوا ذلك الجمال فوق الطبيعي و كأن فئة المنتحرين مغضوب عليها و بالتالي فهي لا تتمتع بما عاشه الآخرون في مدخل الحياة التي تعقب الحياة و إضافة إلى هذا اكتشف الدكتور رينغ بان كل الشرائح البشرية و الاجتماعية معرضة لتجربة الاقتراب من الموت المحقق و التي لا تتأثر بلون بشرة الفرد أو بكونه عازبا أو متزوجا أو مطلقا أو عربيا أو أمريكيا  أو آسيويا أو إفريقيا مثلما أنها ( أي الحالة ) تحدث للأشخاص من كل الأعمار و تبقى مستقلة عن المعتقدات الدينية و المعرفة المسبقة لتجارب الحياة بعد الموت حتى أن اغلب الأشخاص الذين عاشوا التجربة لم يكونوا يسمعون أصلا بالدكتور – رايموند مودي – الذي ألف أول كتاب عن الظاهرة في العالم و هذا ما ينفي أي احتمال بأن يكون البعض يدعي عودته إلى الحياة بعد الموت لا لشيء سوى لأنه يلعب أحد الأدوار المستوحاة من الشهادات الواردة في كتاب الدكتور مودي. بالإضافة إلى حقيقة ثابتة و هي أن أشخاصا لا يعرفون بعضهم بعض و يعيشون في قارات و بلدان و مجتمعات مختلفة من حيث الثقافة و الديانات و درجات التعلم و الثقافة نقلوا نفس التفاصيل بعد موتهم و عودتهم إلى عالمنا هذا.

 

الذين عادوا من الحياة  تغيروا على كل الأصعدة

 

لتجارب الاقتراب من الموت المحقق NDE آثار و عواقب على الأفراد الذين يعيشونها بحيث أن الاقتراب من الموت أو الدخول فيه لبضع لحظات يبدو بكل غرابة و كأنه يوقظ الوعي أكثر بالحياة, فالشخص الذي يصل إلى هذه الحالة يصبح أكثر تسامحا مع الآخرين كما أن عقيدته الدينية التي يؤمن بها تتفتح أكثر حسب ما خلص إليه الدكتور – كينيث رينغ - الذي قال: " إن تخطي عتبة الموت يزود الإنسان بما يشبه المضاد القوي للخوف من الموت ". نعم إن الأمر شبيه بالتلقيح النفسي ضد الخوف من الخاتمة الحتمية التي لا مفر منها، مثلما أن الأفراد الذين تعرضوا إلى هذه الحالة يكتسبون الاقتناع المطلق بان الحياة تستمر بعد الموت بل و تستمر بشكل أكثر جمالا و سعادة و هذا على الأقل حسب ما تكرر قوله في آلاف الشهادات ، كذلك الشخص الذي بعد أن عاش التجربة يقول: لم اعد اعتبر الموت قضاء على الإنسان بل ولادة جديدة أو ذلك الرجل الآخر الذي يؤكد أن الموت تسمح بولادة جديدة لمعرفة حياة أكثر سعادة " و يعلق الدكتور رينغ على مثل هذه التصريحات الصادرة عن أشخاص عاشوا التجربة قائلا: " إن ذلك لا يجب أن يحفز البعض على التجريب طبعا ".

 

شهادات عن عوالم مخيفة و مأتمية أخرى...هل هي جهنم؟

 

لكن هناك نقطة جد هامة تميز نتائج الدكتور – مودي – عن تلك التي توصل إليها الدكتور رينغ حيث أنه لا أحد من الأشخاص الذين عادوا إلى الحياة بعد موت معلن و الذين استجوبهم الدكتور رينغ ...لا أحد منهم صرح برؤيته للكائن المضيء الموصوف بالعظيم، عكس ما قيل من قبل آخرين نقل الدكتور مودي أقوالهم، فما هي حقيقة هذا الاختلاف؟ دون استهلاك وقت كبير في البحث عن إجابة على هذا السؤال، هناك نقطة أخرى أهم من تلك التي سبقت و هي أنه لا الدكتور مودي و لا الدكتور رينغ قابل حالة واحدة عاشها صاحبها كتجربة قريبة من موت محقق لكنها جهنمية لأن كل النماذج المنقولة لا تروي سوى الإحساس بالسلم و الطمأنينة و السعادة و الحب و الحبور.الأخصائي في أمراض القلب – م. روالينغس – يؤكد أنه جمع عدة شهادات تروي النموذج السلبي بحيث أن النفق ( الذي ورد في أغلب الشهادات ) كان في بعض الحالات ينتهي بمحيط مأتمي مرعب أين يكتظ أشخاص بوجوه قبيحة و يكونون إما طريحي الأرض و إما متجمهرين بالقرب من بحيرة من نار. لكن هذه الحقائق التي نقلها الأخصائي – راولينغس – قوبلت بنقد لاذع من طرف الدكتور – رينغ – و كأن هذا الأخير لا يريد سماع أي حديث عن جهنم التي تبقى حقيقة مطلقة ترفض أي جدل مهما كانت طبيعته.

 

نظرية كارل ساغان تجلب له السخريـة

 

مفيد القول. لا يزال الحديث عن هذا الموضوع طويلا و جذابا و يفتح شهية الفضول العلمي خاصة و أن الدراسات و التحقيقات العلمية كشفت عن جوانب خفية أخرى من هذا الموضوع مثل علاقة المخ و الأعصاب بالصور التي يراها الأشخاص الذين عاشوا تجارب الاقتراب من موت محقق. فرغم لا معقولية الحالات القريبة من الموت من المحقق و لا عقلانيتها بالنسبة لعدد كبير من الناس و خصوصا بالنسبة لفئة كبيرة من العلماء إلا أن هناك بعض العلماء لا يجدون حرجا في الحديث عن هذا الموضوع و البحث في تفاصيله. العالم الشهير – كارل ساغان – الملقب بأب العلم يقول أن" ما عاشه الأشخاص الذين عادوا إلى الحياة بعد موت معلن وثابت و ما شعروا به من إحساس بالسعادة المطلقة، ما هو – حسبه – إلا ما تبقى للإنسان من ذاكرة عن ولادته، فأثناء ولادتنا نعبر فعلا – نفقا – على حد قول هذا العالم الذي يضيف بأننا خلال ولادتنا و بعد أن نعبر النفق نطل في الأخير على ضوء وهاج  و هو ضوء المصابيح الكاشفة الموجودة في المستشفيات ( و الذين لم يولدوا في المستشفيات ما ذا يقول عنهم هذا العالم؟ ) لنلتقي بعد ذلك بكائنات قوية تتمثل في الأطباء ( و الذين لم يروا الأطباء بعد ولادتهم مباشرة؟ ) ". علماء آخرون يقولون بأن هذا العالم رغم شهرته الكبيرة كان الأجدر به ألا يرمي بنفسه أصلا في بحر هذا الموضوع لأنه قدم تحليلا لم يجلب إليه سوى السخرية و الهزأ لأن ملايين الأطفال ولدوا بعيدا عن أضواء المستشفيات ثم إن قوله بان ذلك النفق الذي يراه الأشخاص الذين ماتوا ثم رجعوا إلى الحياة ما هو إلا ذاكرة النفق الذي يعبره الفرد أثناء الولادة قبل خروجه إلى هذا العالم، إنما هو قول خاطىء كما أوضح العلماء لأن مئات الأشخاص الذين ماتوا ثم عادوا إلى الحياة كانوا قد غادروا بطون أمهاتهم من خلال ولادة قيصرية أي أنهم لم يعبروا أي نفق.

 

الأطفال يجدون حيواناتهم الميتة في الاستقبال

 

و قد كشفت آخر الدراسات المنجزة في هذا الاتجاه أن ألأطفال أيضا معرضون لأن يعيشوا تجارب الاقتراب من الموت المحقق و هذا ما وضحه أكثر العمل المنشور من قبل الدكتور – مودي – و الذي يحمل عنوان " ما بعد الضوء " و الذي كذب بالحجة و الدليل الفرضية القائلة بأن تجربة حالة الاقتراب من الموت المحقق تعود إلى عوامل ثقافية و مؤثرات تتعلق بالعقائد الدينية و المعتقدات و الأعمار. فالفارق الوحيد بين نموذج التجربة التي يعيشها الكبار و تلك التي يعيشها الصغار يكمن في كون الأطفال أكدوا في شهاداتهم المختلفة على وجود الحيوانات في العالم الآخر الذي سافروا إليه لبضع لحظات أو ساعات بحيث أنه لا يستقبلهم هناك أشخاص مثلما تنقله شهادات الكبار و إنما يجدون في استقبالهم كلابهم أو قططهم أو حيواناتهم المفضلة عموما و التي غالبا ما تكون ماتت من قبل و الأمر لا يتعلق هنا بأقوال طفل أو طفلين بل عشرات آلاف الأطفال من مختلف القارات و البلدان و الثقافات و الديانات و الأجناس و الظروف الاجتماعية و الأعمار، الشيء الذي يقود آليا إلى التساؤل عن ثلاثة أشياء:

لماذا يلتقي الأطفال عند موتهم المؤقت إن صح التعبير بالحيوانات التي كانوا يحبونها و التي سبقتهم إلى الموت؟ و لماذا يجد الكبار في استقبالهم بعد عبور ذلك النفق، أشخاصا ( أو كائنات ) من بين معارفهم و أقاربهم الذين ماتوا من قبل؟ و لماذا شاهد البعض من أصحاب التجربة أشخاصا آخرين بأجسام و وجوه قبيحة بالقرب من بحيرة من نار؟ الجواب هو أن هناك قوة تميز بين هذا و ذاك و الآخر و على نحو يوجه بفضله كل واحد غلى وجهات معينة، إنها قوة مطلقة، أعلى من العليا، قهارة ،قادرة على كل شيء.

 

العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت


العائدون من القبور

العائد الأول

العقرب تسير على قدمي

في سنة 1995 الشهر الحادي عشر حدثت هذه القصة في مستشفى مدينة الطب في بغداد قسم الطوارئ وأشرف على هذه الحالة والأحداث التي حصلت الدكتور طلال يحيى. فقد كان في هذه المستشفى رجل كبير السن رقد في الطابق الثامن. فقام الأطباء بمتابعة حالته الصحية فوجدوا أن حالته تتدهور يوماً بعد يوم بسبب إصابته بمرض القلب علاوة على كبر سنه فقد كان في الثمانين من العمر. وبعد مضي ثمانية أيام حضر الطبيب المختص بحالة المريض فأخبروه بأن المريض فارق الحياة في منتصف الليل وهم بانتظار أهله لاستلام الجثة فجاء أهله واستلموا الجثة وحضر الطبيب ولكنه عندما كشف الغطاء عن الجثة. وجد الجثة تتحرك فلم يتمالك الطبيب نفسه لشدة الموقف وصعوبته وقع على الارض مغماً عليه فجاء الأطباء والعاملين في المكان بسرعة فوجدوا أن الرجل لا زال على قيد الحياة فحملوه إلى السرير ووضعوا تحت رأسه وسادة وجلسوا بالقرب منه ينظرون إليه بدهشة.
ونُقل الطبيب إلى مستشفى اخرى لعلاجه وبقي في غيبوبة لمدة يوم كامل. وكان من بين الذين جلسوا قرب الرجل الطبيب يحيى الهاشمي فسأله عن أمره وهل كان حياً أم لا فقال والكلمات تخرج من فمه بصعوبة في أخر ليلة في المستشفى ازداد الألم في بطني حتى شعرت أنها أصبحت كالتنور من الحرارة وإذا بغمامة بيضاء وقفت فوق رأسي وعندما نظرت إليها اغمضت عيني فرأيت رجل عظيم الهيئة غاضباً عليّ ولا اعرف لماذا وكان متجهاً نحوي فوقف بالقرب من سريري وهو يقول هذه حقيقتك وقبل هذا فكله كذب ولم أعرف ماذا يقصد بهذا الكلام فتركني ومضى عني وبينما أنا في حيرتي أحسست بشئ يتحرك من تحت قدمي ولم أكن استطيع تحريكهما فإذا العقرب أسود اللون أخذ يكبر شيئا فشيئا وهو يسير على قدمي فأخذني الهلع والرعب منه وأخذ يلسعني وهو يسير متجها نحو وجهي فلسعني بفمي وأنا اصرخ من شدة الألم وإذا بصوت ينادي هل ينفعك الأن من كنت تعمل وتجهد نفسك له لكي ينظروا إليك؟..
ويلك فما صنعت ومما اضمرت يا مشرك، وإذا بعقارب الله وحده يعلم عددها أخذت تخرج من كل مكان وكأنني جيفة قد اجتمعت عليها الكلاب لتنهش لحمها فبدأت تسير على جسدي ولم تدع مكاناً مني إلا ولسعته فصرخت بصوت عالٍ وأنا أحس بوقع اقدامها على جسدي وكأن الجبال تسقط عليّ وبينما أنا في شدتي جاءت عمامة لم أرى مثلها طوال حياتي فنظرت إليها وإذا بي انظر إلى الطبيب وهوينظر إلي. فسكت الرجل والجميع حوله ينظرون إليه فقال أحد الأطباء الويل ثم الويل لناا إذا لم يكن عملنا خالصاً لوجه الله. فسألوه والأن ماذا تطلب فقال لا أريد شئ سوى أن تبعثوا على أهلي أريد أن اراهم فأخبروا أهله وجاءو إلى المستشفى وهم لا يصدقون ما سمعوه لأنهم تركوا الجثة إلى أن ينتهي الطب العدلي من الفحص لكي يقوموا بدفنها. ولكن عندما وصلوا الى المستشفى وجدوا أن صاحبهم قد فارقت روحه الدنيا وهذه المرة بلا عودة إلى الحياة. فقال أهله لعل ما تحدث به الاطباء لم يكن صحيحا او اشتبه عليهم الامر. فقاموا بحمل الجثة وجهزوها واخيرا الى القبر الدار الاخير.

 

العائد الثاني
الغــيبة .. لسانه على صدره

نقل لنا أحد الثقاة من طلبة العلوم الدينية ومن المعروفين بورعهم ونزاهتهم وعدم حرصهم على هذه الدنيا الفانية. قال جاءني ذات يوم مجموعة من الاشخاص وكان بينهم شاب قد توفي والده قبل يومين فأخبروني أن تغسيل الجثة لم يكن بالطريقة الشرعية الصحيحة فسألتهم وكيف علمتم أن التغسيل لم يكن صحيحاً؟ قالوا لقد سألنا من قام بالتغسيل فأخبرنا كيف صنع؟. فأخبرتهم بأنني لا أستطيع عمل أي شيء قبل أن نسأل مرجع التقليد حول هذه المسألة. وفعلا ذهبنا الى اليوم التالي وجلسنا مع العالم وشرحنا له المسألة فقال يجب نبش القبر وإعادة التغسيل بصورته الصحيحة ولكن يجب أن يذهب معكم من قام بدفن الجثة. فذهبنا إلى المقبرة ومعنا الرجل الذي قام بعملة الدفن ووصلنا إلى القبر وكان الجو شديد الحرارة ولم يكن في المقبرة أحد فبدأ الرجل بحفر القبر ونحن بالقرب منه وعندما لم يبقى سوى تراب قليل ويصل إلى الجثة من القبر حشرات لم أرى مثله طوال حياتي وحلقت في الجو وهبطت على القبور المجاورة منا فنظرت إلى من كان معي فإذا بالرهبة قد جعلتهم لا يتكلمون وبقيت هذه الحشرات على القبور دون أن تتحرك وكأنها تراقب ما نصنع فأحسست بأن عيونها تراقب كل حركة من حركاتنا وعندها نادى الرجل طالباً منا انزال الحبال إليه حتى يقوم بربطها على الجثة فنقوم بسحبها وهو يمسكها من داخل القبر وقبل أن نقوم بسحبها نادى الرجل عليّ فلما انحنيت إليه قال لي ليأخذ أحدهم ابن المتوفى ويذهب به بعيداً فاحسست بأن هناك شيئاً ما فذهب الشاب إلى مكان آخر ومعه أحد أقاربه ورفعنا الجثة إلى سطح الأرض فرأيت شئ مثل امامي ضعف الإنسان والعاقبة التي تنتظره فلقد كان الجسد وكأنه وضع قبل لحظات أو كانه نائم فقط ولكن لسانه أصبح يتدلى من فمه وعندما وضعناه على الارض صار على صدره فأخذني الخوف من هذا المنظر أما الآخرين فقد تركوا المكان فوضعنا أنا والرجل الجثة داخل التابوت وانطلقنا بسيارة إلى المغتسل ولم نكن نعلم ماذا ينتظرنا من قدرة الله سبحانه وتعالى.
وعند اقترابنا من المغتسل أنزلنا الجثة ووضعناها على المكان الذي يغسل عليه الموتى فقام المغسل بحل مابقي من الكفن وحمل الماء وألقاه على الجثة. وهنا حصل ما لم يكن في الحسبان.
فلقد أخذ الميت يتنفس بسرعة شديدة فتراجعت إلى الخلف وهرب من كان معي ووقف المغسل إلى جانبي ونحن نرتعد مما نرى أمامنا. فرفع يده قليلا ثم ارجعها إلى مكانها فكرر المحاولة مرة اخرى برفع يده واوصلها إلى صدره واضعا أصابعه على لسانه فلم أعرف ما الذي جعلني اقف ولا اهرب مع الاخرين بل لعل اقدامي في تلك اللحظة لم تقدر حتى على الحركة واخذ قلبي وكأنه سوف يخرج من صدري فمددت يدي إلى جيبي وأخرجت قرآن صغير كان معي فأخذت أقرأ القرآن وأنا أرتعد فرفعت رأسي نحوه فرأيت دموعه تحادر على خديه وفجأه رق قلبي وسكن وإذا بالرجل اغمض عينيه ولم يصدر منه أي شئ سوى تلك الحركات والدموع التي جرت على خديه فأخذني البكاء وخرجت من المغتسل وبعد فترة رجعت وقمنا بغسله وتكفينه والصلاة عليه ثم نقلناه إلى مثواه الأخير وبمجرد أن بدأنا نحثو التراب عليه كانت الحشرات بإنتظار تلك اللحظة فغادرت مكانها الذي وقفت عليه ودخلت الى القبر مع التراب لتضيف إلى حيرتنا حيرة اخرى عنها وعن عملها وما هي وقفلنا عائدين وفي الطريق سألت أحد اقرباء المتوفى ماذا كان يعمل فقال إنه لم يكن يعمل كثيراً فقلت له حدثني عنه هل كان يصلي فقال كلا فإنه كان يمضي أغلب وقته بالجلوس امام داره ولا يدع احدا إلا وتكلم عنه فأطرقت برأسي إلى الارض وقلت إذن انها الغيبة. فأخبرت من كان معي في السيارة بأن يصلوا هذه الليله صلاة الوحشة لأنها تنفع الميت في قبره ولكنني عندما وصلت إلى الدار شغلني شاغل عنها وفي اليوم التالي سألت من كان معي فأخبرني أحدهم بأن النوم قد غلبه والآخر بأنه قد نسي والآخر بأنه لا يعرف كيف يصلي هذه الصلاة فلم يصلِ أحد له حتى هذه الصلاة، فسبحان الله. وحسبنا الله. ونعوذ بالله من الغيبة وعقابها.

 

عُريان بين القبور

نقل أحدهم أن رجلاً من أقربائه قضى عمره لم يقرب الصلاة ولا يعرف عنها شيء وكلما طلب منه أصدقائه أو أولاده أن يصلي يرد عليهم بأن الله لا يحتاج صلاته وعندما مات نقلوه إلى قبره. وطلبوا من الدفان أن يقوم بكتابة اسم المتوفي على قبره كما هو المعتاد حتى يمكن لأهله التعرف على قبره.
وفي الليل قال صاحب المقبرة لأحد العمال إذهب إلى قبر الرجل واحمل معك قطعة الأجر هذه فقد كتبنا عليه اسمه. فخرج قاصداً القبر وكان المطر شديداً وقبل أن يصل إلى القبر رأى رجل عرياناً يركض بين القبور فعاد إلى صاحب المقبرة وهو يرتعد من الخوف فأخبره بما رأى فأخذ يستهزء به ساخراً منه فقال إذا لم تصدق ما أقول ليذهب معي أحد أبناءك فقال الرجل كلا سأذهب أنا معك.
ولما وصلا إلى المكان الذي شاهد فيه ما ذكر قال له صاحب المقبرة: ألم اخبرك بأنك كنت خائفا فقط. فسكت الرجل ولكن عندما اقتربا من القبر، وجدا القبر منبوشاً والجثة ليست في القبر. فوقف صاحب المقبرة مدهوشاً مما يرى أمامه فقرر أن يعود وأثناء طريق العودة وجدوا الجثة على الطريق الواقع بين القبور فصاح العامل هذا الذي رأيته يركض بين القبور. وإذا بالرجل قد أصبح أسود الوجه منزوع الشعر من رأسه وهو يتنفس بسرعة فلم يجرؤ العامل على الاقتراب منه وكذلك صاحب المقبرة ولكنه أخذ ينادي هل أنت على قيد الحياة؟؟ وإذا بالرجل يرفع يده قليلاً فتركوه في مكانه وعادوا إليه ومعهم مجموعة من الرجال بين مصدق ومكذب وبين من لا يعرف ماذا يقول. ولكن لما رأى الجميع الرجل على الأرض أخذتهم الدهشة فعزموا على نقله خارج المقبرة وعندما وصلوا طرحوه على الأرض ولا يعرفون ماذا لهم لا أريد الذهاب لأنني سوف أعود قريباً ولم يفهم أحد ماذا كان يقصد فقال له أحدهم ماذا حصل لك فقال عندما نزلت في قبري سمعت صوت يأتي من البعيد وكان أحدم يحفر الأرض وأخذ الصوت يعلوا شيئاً فشيئاً وأخذ تراب القبر ينهال عليَّ من كل مكان وإذا بي أرى عقرب قد وقف بالقرب من أقدامي وظهرت النار بالقرب من رأسي وأخذت تدنو من وجهي حتى حرقته فلم أعرف ماذا يحصل والنار بالقرب من رأسي وتلفح وجهي والعقرب أخذ يصدر أزيزاً عالياً فأخذ العقرب بإبعاد التراب عني حتى جعل القبر فارغاً من التراب المنهدم وانطفأت النار في القبر فشمرت وكأنها فرصة تعطى لي للخروج من القبر فأخذت أسحب نفسي قليلاً قليلاً حتى استطعت الخروج والعقرب ساكناً في مكانه. فعندما خرجت لا أعرف ماذا أصابني فأخذت أركض بين القبور إلى أن سقطت عل الأرض بعد أن غارت قدمي بأحد القبور القديمة. وعندها سكت الرجل ومن حوله يستمعون إليه فقال أحدهم علينا بنقله الآن إلى المستشفى فأوقفوا السيارة بالقرب منه لحمله ولكنهم وجدوه قد فارق الحياة مرة أخرى فقال صاحب المقبرة بدلاً من حمله إلى المستشفى فلنحمله إلى قبره.

 

العائد الرابع
لا غفر الله له

لقد ندَب الإسلام لزيارة القبور لما لزيارة القبر من فوائد جمة فكان دأب أهل البيت (ع) يزورون القبور دائماً.
مر أصحاب الكساء على قبر شاب من الأنصار وهو يُعذب في قبره وكان صراخه عالياً، فسأله رسول الله (ص) ويلك ما سبب عذابك في قبرك فقال يا رسول الله إن أمي تدعوا عليّ لأنني كنتُ عاقٍ لها طوال عمري فقال الرسول (ص) للحسن والحسين إذهبا إلى المرأة ولتأتي معكما. فلما جاءت المرأة قال لها رسول الله (ص) يا أمة الله هذا ولدّكِ يُعذب في قبره قالت لا يا رسول الله فقال اطلبِ من الله بحقي أنا رسول الله فرفعت يديها نحو السماء وقالت بحرقة إلهي ضاعف العذاب على ولدي. فظهرت النار من القبر فقال لها رسول الله لماذا أمة الله فقالت يا رسول الله فقالت يا رسول الله إن ولدي هذا كان عاقاً لي ويوماً حملني وقذفني في التنور فأحترق شعري وصدري فلا غفر الله له.
فقال الرسول (ص) لإبنته فاطمة بنية فاطمة كلمي المرأة فإن النساء للنساء أميل وأنا شفيع الرجال يوم القيامة وأنتِ شفيعة النساء فجاءت الزهراء (ع) وطلبت من المرأة أن تدعو الله أن يرفع العذاب عن ولدها فرفعت يديها وقال إلهي اقسم عليك بحق فاطمة الزهراء أن تضاعف العذاب على ولدي. فإزداد العذاب على ولدها فطلب أمير المؤمنين من المرأة نفس الطلب فرفعت يديها نحو السماء وقالت إلهي أقسم عليك بحق عليّ بن أبي طالب أن تضاعف العذاب على ولدي فأخذت النار القبر من كل مكان وخرج صوت أزيز وزمجره منه.
فجاء الإمام الحسن (ع) وكان عمره خمس سنوات وطلب الطلب ذاته فرفعت يديها وقالت إلهي بحق الحسن (ع) ضاعف العذاب على ولدي.
ولم يبقى سوى الإمام الحسين (ع) وكان عمره أربع سنوات فقال لها أمة الله أنا الحسين ريحانة رسول الله أطلب من الله بحقي عليكِ أن يرفع العذاب عن ولدكَِ فرفعت يديها نحو السماء ونادت بحرقه إلهي .. ثم سكتت ثم قالت إلهي أقسم عليك بحق الحسين أن ترفع العذاب عن ولدي.
يقول الراوي فَرُفع العذاب عن ولدها وأصبح النور والهدوء في القبر والرائحة الطيبة فسألها رسول الله (ص) وكم سائلٍ عن أمره وهو عالمٌ - لماذا أنا وفاطمة وعلي والحسن لم تقبلي بقولنا وقبلتي بقول الحسين.
فقالت يا رسول الله لا أخفي عليك سراً أردت أن أصنع مع الحسين نفس الصنيع ولكن بمجرد ذكرت اسم الحسين وإذا بوحي أسودٍ مغضب يقول لا تكسري قلب الحسين لا تردي عليه كلامه فما ملكت إلا أن دعوت الله بحق الحسين أن يرفع العذاب عن ولدي.
وهذا الحديث يدل على ما يلاقيه العاق لوالديه في القبر من العذاب الشديد ويدل على خصائص وهبها الله للحسين (ع) ولا يعني أن الحسين أفضل من أمه أو أبيه أو جده.

 

العائد الخامس
الدودة تقرض منخره

في إحدى المدن التركية كان هناك رجل اشتهر بين الناس بالحسد فما رآى شيء إلا وتمناه أن يكون له فأصبح جميع الناس يكرهونه ولا يجلسون في أي مجلس يكون هو هناك فلما حضرته الوفاة، قال لإمرأته: إذا من فغسليني وكفنيني وغطّي وجهي وضعيني على سريري فإنك لا ترين سوءاً إن شاء الله، فلما مات فعلت ما كان أمرها به ثم مكثت بعد ذلك حيناً لعل أن يأتي أحداً ليساعدها في دفن زوجها وبينما هي تنتظر كشفت الغطاء عن وجه زوجها فإذا دودة تقرض من منخره ففزعت من ذلك فطرقت أبواب جيرانها فحدثتهم بما جرى لزوجها وما رأته فأسرع بعضهم معها إلى الدار فلما كشفوا الغطاء عن وجهه وإذا به ينظر إليهم بحدة وقد قرضت الدودة جزءاً من أنفه فصاح بهم هذا أول الأمر هنا. فاعتقدوا أنه لم يكن ميتاً فقالوا له ماذا جرى لك ولِمَ أنت بهذا الحال؟؟ قال اسرع إليَّ العذاب في أول لحظات موتي ولا أعرف ماذا ينتظرني بعد، فقالوا له هل أنت ميتاً قال نعم ومرت عليّ هذه الفترة الطويلة قالوا ولكن لم تمضى عليك سوى دقائق فنظر إليهم وهو يتحسر وإذا به يغمض عينيه فحركوه فوجدوه ميتاً فحملوه إلى القبر ولكنهم كُلما حفروا له وجدوا الدود في المكان الذي يحفرونه فقال أحدهم ضعوه فوالله لو حفرتم إلى الصباح لن تجدوا غير هذا.

 

 

العائد السادس
تنور من حديد وأطرافه مسامير

في أحد مناطق أربيجان مات أحد الأشخاص وكان كثيرا ما يغش الناس في البيع والشراء وكلما حذروه من ذلك لم يهتم لهم وعندما مات حملوه إلى قبره وبعد أن فرغوا من إدخاله إلى القبر أرادوا أن يهيلوا التراب عليه وإذا بصوت ينبث من داخل القبر يقول أخرجوني وخذوا مساميركم فنظر أحدهم إلى أحد أبناء الميت وقال له هل تأكدتم من موته قبل أن تحضروه إلى هنا؟؟ فقال نعم بالتأكيد فبقي الرجل بحيرة وإذا به يقول لهم أخرجوه لنرى ماذا يجري فلما أخرجوه وجدوا النار قد أحرقت جسده فقال لهم لقد أحرقتني مسامير العباد فقالوا له عن أي مسامير تتحدث فقال وضعت في تنور من حديد وأطرافه مسامير محدودة من الداخل وهي قائمة والنار تشتعل في التنور فكلما تحركت من شدة الحرارة دخل أحد المسامير في جسمي وإذا الصوت يقول لي هذه حقوق العباد التي أخذتها بالغش في البيع والشراء فتتحملها الآن كما تحملتها من قبل. فقال أحد أولاده ومن هم حتى نعطيهم حقوقهم فلم يسمع جواباً "فحركوه فوجدوه ميتاً فأنزلوه إلى قبره".

 

العائد السابع
وجوههم إلى الخلف

جرت أحداث هذه القصة سنة (1912) وابتدأت بصورة طبيعية لعائلة تفقد والدها فتحزن عليه لأنه لم يكن لها معيل غيره وكانت من عادة الأم أن تذهب لزيارة القبور في المناسبات وكالعادة ذهبت المرأة في اليوم الأول من أيام عيد الفطر ولكن الذي حصل انها تأخرت كثيراً بسبب عطل أصاب السيارة التي كانت فيها فوصلت إلى المقبرة عند حلول الظلام فقصدت قبر زوجها ولكن عندما لم يبقى سوى بعض الأمتار للقبر رأت أن هناك مجموعة من الأشخاص جالسين فظنت بأن هناك عائلة تقوم بدفن فقيدها ولكن عندما وصلت إلى قبر زوجها وجدت القبر منبوشاً فأخذها الرعب مما رأت ثم رفعت رأسها تريد أن تنادي على الأشخاص من بعيد ولكنها عندما دققت النظر وإذا بأحد الجالسين هو زوجها فاصبحت لا تستطيع الكلام ولا تساعدها أقدامها على الحركة فأخذت تراقب فقط قالت: نظرت إلى زوجي وقد وضع حبل فوق رقبته والنار تشتعل في الحبل أما الأخرين فأصبحت وجوههم إلى الخلف على عكس أبدانهم وإذا بقدوم رجل وبيده عمود تتناول الحبل وأخذ يسحب زوجي كالكلب بين القبور وينادي بأعلى صوته من منكم اوذي من هذا في الدنيا من منكم كان جاراً له وأخذ زوجي بعيداً بحيث لم أعد أراهما فنظرت إلى الأخرين فلم أجدهم فأحسست بأنني استطيع الحركة فهربت من المقبرة. وبقيت المرأة بعد هذه الحادثة أيام قليلة لا تتكلم مع أي شخص سوى بناتها وقد أخبرتهما بما جرى ثم ماتت فذهبت بناتها مع مجموعة من الأشخاص بعد شهرين إلى القبر فوجدوا آثار تحريك تراب القبر واضحة.

 

العائد الثامن
نذر نذراً فنجاهُ الله تعالى


الشيخ الطبرسي العالم المعروف ومن أقطاب علماء الشيعة، كان يخرج كل يوم لإلقاء درس على العلماء والطلبة، وفي يوم من الأيام وأثناء إلقاء الشيخ الطبرسي درسه أصابته سكته في القلب فأنزله العلماء من على منبر الدرس وأحاطوا به من كل ناحية ومكان، وبعد إعلان وفاته اجتمع الناس من كل حدب وصوب، فقاموا بتغسيله وتكفينه وحملوه إلى قبره بعد أن خرج الآلاف من الناس في تشييعه فدفنوه ورجعوا لإقامة العزاء. ولكن الذي حصل أن الشيخ الطبرسي أفاق فوجد نفسه في القبر ومسدوداً عليه سُبل الخروج من كل جهة ولم تكن معه أي حيلة للخروج من القبر، فبقي على هذه الحالة، فنذر في تلك الحالة أنه إذا نجى من هذا الوضع سوف يؤلف كتاباً في تفسير القرآن، حتى لو كلف ذلك أن يفني عمره في ذلك الكتاب فإتفق أن أحد النباشين جاء إلى المقبرة في الليل، فأخذ يبحث عن قبر الشيخ الطبرسي لسرقة كفنه، فلما وجد القبر قام بحفره فمد يده داخل القبر فأخذ الشيخ بيده فهرب النباش، ولما تمالك النباش نفسه عاد إلى القبر وأخذ ينظر إليه فمد يده مرة أخرى، فأخذ الشيخ بيده قائلاً لا تخف أنا حي. فأخرجه النباش من القبر وحمله لأنه لا يستطيع المشي والنهوض بسبب الضعف الذي أصابه، فأدخله النباش بيته. فاجتمع الناس وهم غير مصدقين ما يرون أمامهم من عودة الشيخ من قبره فقام الشيخ واعطا النباش الخُلعة وأولاه مالاً جزير ثم أنالنباش بعد هذه الحادثة تاب من نبش القبور وبعدها قام الشيخ بالوفاء بنذره الموصوف وشرع في تأليف كتابه المعروف مجمع البيان الذي أخذ من عمر الشيخ ثلاثين عاماً.

 

العائد التاسع
الغراب فوق القبر


يروى أن أحد العلماء كان يحاضر في الناس في مناسبة من المناسبات الإسلامية وكان موضوع خطبته عن الصلاة وأهميتها وأنها هي طريق الصلاح والإصلاح وثواب الصلاة والمصلي، وذم تارك الصلاة والحساب العسير الذي يلاقيه عند تركه للصلاة فكان في المجلس رجل لا يصلي. ولما سمع كلام هذا العالم أخذ يستهزأ بما سمعه منه وانصرف من المجلس. وبعد أيام أدركته المنية. فوضعه الناس في قبره وانصرفوا فجاء لأحد أبناءه في الرؤيا وأخبره بأنه لا زال حي ولا يريد البقاء في القبر. فذهب الإبن وأخبر عالم المنطقة بما رأى فقال له هذا حلم ولأنك تفكر به كثيراً وعليك أن تتصدق عنه. ففعل ما أخبره العالم. ولكن في الليلة الثانية تكرر نفس ما رآه في الليلة الأولى وأخبره بأنه إذا أراد أن يتأكد فعليه الذهاب إلى المقبرة فسوف يجد فوق القبر غراباً أسوداً. وعند الصباح أخبر الإبن العالم بالأمر فذهب معه مع مجموعة أخرى إلى المقبرة وفعلاً وجدوا غراباً أسوداً فوق القبر. فقاموا بحفر القبر وإذا بصوت من داخل القبر ينادي خلصوني فقال العالم هل أنت حي فقال نعم فقال له هل تستطيع الحركة فقال لا استطيع وهذا بقربي يريد مني الصلاة وهي ليست معي فحاولوا إخراجه فلم يتمكنوا ونادوا عليه فلم يجيبهم فارجعوا التراب عليه وهم في حيرة مما رأوا وسمعوا ..

 

العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت


هل يشير الإسلام بخلود الروح، وهل الإيمان بخلود الروح ضروري للإيمان بوجود الله ، أم العكس هو الصحيح؟

 

كل شيء في الإسلام ، من أصغر أصغره إلى أعظمه ، جماده ، وحيه، كل شيء ، ذو شكل هرمي ، له قمة، وله قاعدة . القمة تمثل الروح ، والقاعدة تمثل الجسد والاختلاف بين القاعدة والقمة اختلاف مقدار. القاعدة فانية متحركة في تطور مستمر، تطلب القمة والقمة ليست باقية على صورة واحدة ، ولكنها متحركة ، في تطور مستمر ، تطلب نقطة مركز الوجود ، وهي الله .. فالخالد في الإسلام ليس معناه الذي لا يتغير على الإطلاق ، وإنما هو الذي يتغير، أو قل ، يفنى ببطء أكثر من الفاني ، والفاني هو الذي يتغير بسرعة سريعة .. قال تعالى " كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ، ذو الجلال ، والإكرام ".

فالإيمان بخلود الروح ، بهذه الصورة ضروري للإيمان بوجود الله ، لأن معرفته من أصول المعرفة ، فالإيمان به ، إذن ، من أصول العقيدة - والعبارة التي أوردتها ((أم العكس هو الصحيح؟)) تعني أن الإيمان بالله ضروري للإيمان بخلود الروح وهذا بالطبع أصح من أن يكون الإيمان بخلود الروح ضروريا للإيمان بوجود الله ، ولكن الإيمان بخلود الروح أسهل على المبتدئ من الإيمان بالله ، ولذلك فهو يكون سابقا للإيمان بالله، وهو إنما كان أسهل لأن الأحلام تعينه ، وليس للأحلام بالله تعلق .. فالكبار يستدلون بوجود الله على خلقه ، والصغار يستدلون بوجود خلق الله ، على وجود الله .. والقاعدة لكليهما قوله تعالى: (( سنريهم آياتنا في الآفاق ، وفي أنفسهم ، حتى يتبين لهم أنه الحق .. أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟))

 

هل يفصل السلام فصلا قاسيا بين الجسد والروح؟ إذا كانت الإجابة نعم ، كيف نفسر الفعل المتبادل بين الجسم والعقل ما هي النتائج الأخلاقية ، والتوحيدية ، المترتبة على هذا الفصل؟

الإسلام لا يفصل بين الأشياء الظاهرة ، المغايرة لبعضها البعض ، لأنه دين التوحيد للمظاهر المختلفة في كل واحد متناسق ، وعنده أن الاختلاف بين الجسد والروح ، هو الاختلاف الذي يكون بين القاعدة والقمة للشئ الواحد إنما هو اختلاف مقدار ، لا اختلاف نوع فالجسد روح في حالة من الاهتزاز تتأثر بها حواسنا والروح مادة في حالة من الاهتزاز لا تتأثر بها حواسنا ، وعمل العبادة ، في العابد ، هو أن يرفع ذبذبة جسده الغليظ ، من كونها بطيئة ، ثقيلة ، لتصبح سريعة ، خفيفة .. ويصبح ، بذلك ، الجسد روحانيا .. وتصير الظلمة نورا ، والجهل علماً ، والقيد حرية.

 كيف يبرر الإسلام الموت؟

الموت الحسي ليس ، في حقيقته ، كما نظنه نحن الآن ، وإنما هو ميلاد في حيز غير الحيز الذي نألفه نحن ، مثله ، في ذلك ، مثل ميلاد الطفل في عالمنا هذا ، حيث أنه يأتي من حيز عاش فيه مدة زمنية معينة، وألفه ، واطمأن إليه ، ولم يخطر بباله حيز غيره ، ولو خير لكره الخروج عنه إلى عالمنا هذا كما يكره أحدنا أن يموت الآن .. نحن  أيضا عندما نموت سنجد أنفسنا في عالم خير من عالمنا هذا .. بعض الفقهاء ( و ليس كلهم ) و الباحثون يعتقدون جازمين بأن الموت بمعنى الفناء غير موجود.. فبالموت يغير الحي قشرته فقط . يخرج من صدفته التي ظلت تكنه ردحا من الزمن وهو يكره مفارقتها لجهله بخير منها فالإنسان لا يموت ، وإنما يتخلص من القوقعة كما يتخلص أحدنا من الملابس البالية .. وتبرير الإسلام للموت أنه سير إلى الله . سير من البعد إلى القرب  وهذا لجميع الناس .. " يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا، فملاقيه" ومن ملاقاة الله الموت ، لأن به رفع الحجاب " لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك، اليوم، حديد" .

 

العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت


تجربـة بوب.أ

 

من أكثر القصص إثارة في تجارب الإقتراب من الموت تلك التي عاشها بوب.أ.المصاب بإعاقة في يده ...هذه شهادته المستخرجة من حوار صحفي أجري معه:

 "أنتم تتساءلون لماذا أمتلك كنيسة؟...عندما كنت صغيرا كنت أقضي معظم الأوقات مع جدي و جدتي. كانا يعيشان في منزل بمدرسة أسست عام 1896 بالقرب من نهر المسيسيبي.  كانا أصدق شخصين أراهما في حياتي، وفى عام 1984 عرضت الكنيسة للبيع وقمت أنا بشرائها، وكان جدي فخورا بذلك وقال لي " أنا أملك المدرسة وأنت تملك الكنيسة، إذن نحن ندير المدينة".وبينما كنت أعمل في سقف الكنيسة، أحضرت لي جدتي طعام الغداء، نزلت من السلم القريب من السقف لآخذ قسطا من الراحة بعد العمل وكنت قد أعطيت زوج شقيقتي المال ليجمع القمامة التي كنت أرميها إليه من السقف. كنت مسرعا لإنهاء تركيب لبادة السقف، ولذا تركت زوج شقيقتي وجدتي بالقرب من أسفل السلم يأكلون طعامهم وصعدت أنا للسقف مرة أخري بعد تناول طعامي. وبعد أن عملت لعدة أيام سابقة وأنا أرتدي حزام الحماية، اقتنعت بقدرتي عن التخلي عن ذلك الحزام الذي قدرت عدم ضرورته ، وأحمد الله أنني لم أفعل لأن التوقف المفاجئ في نصف الطريق وأنا ساقط من أعلى كان سيقصم ظهري بالتأكيد. أتذكر أنني قمت بخلع المسامير من على الخشب الذي كنت أقف عليه. لم أدر أن ذلك اللوح سوف يميل بي، و فكرت في أنني لو سقطت فإن الارتفاع غير شاهق، وفجأة، سقطت من على السقف، والتجربة التالية يصعب توضيحها، لأنه لا شئ يمكن مقارنته به. عندما سقطت على الأرض شعرت وكأن قطارا ضخما يسير بسرعة  هائلة يصطدم بي ويطيّرني بعيدا . أذكر أنني وقفت بعد ذلك على قدميّ  و كنت أنظر من حولي ورأيت أن كل شئ يرفل في اللون الأخضر. نور أخضر، أخضر داكن، كل الظلال  كانت خضراء هي كذلك. الكنيسة خضراء، نهر المسيسبي كان أخضرا... فكرت في أن رأسي تكسر، وضعت يداي على رأسي لأحمله، وإستلقيت على ظهري. وبينما كان جسدي يرتطم بالأرض، مرت بفكري صورا عن حياتي. كانت شبيهة بقطار من المعرفة يجري بسرعة الضوء، وكل سيارة تمر به كانت تجربة عشتها في حياتي الحسنة منها و السيئة ، منذ اللحظة التي دخلت فيها رحم أمي إلى غاية اللحظة التي كنت معلقا خلالها على سقف الكنيسة. كنت أحكم على أفعالي الماضية وأحاسب نفسي عليها و أذكر أنني شعرت بأسف شديد بأنني ضربت ضفدعة بعصا عندما كنت طفلا. و الصورة الأخيرة رأيت فيها زوجتي وطفلاي الصغيرين .

بعد تلك المراجعة ( الشاملة و السريعة جدا) لحياتي، سمعت صوت جدتي وهى تصلي من أجلي فوق رأسي، وقمت أنا أيضا بترديد صلواتي " يا ربي إذا مددت لي في عمري لأربي طفليّ سأعمل من أجلك طيلة حياتي .آمين". و فجأة عدت إلى جسدي و لاحظت أن صدري أسود وأزرق بسبب السقوط، ولكني لم أفهم. ومن الغريب أن أخي قام بتجميع كل الخشب الملقى على الأرض قبل يومين ما عدا لوحا من الخشب الرقائقي الذي سقطت عليه و قد خفف ذلك اللوح من حدة السقوط و إلا كنت سأموت بالتأكيد. أنا الآن لست نفس الشخص الذي سبق الحادثة، و بعبارة أخري بقيت ذلك الشخص ولكن باهتمامات وهوايات تختلف كليا عن السابق. الشئ الجدير بالملاحظة في تجربتي في الإقتراب من الموت هو الهبات النفسية التي أصبحت أمتلكها الآن.

بعد مكوثي بالبيت وفى نفس اليوم بعد أسبوع من تلك الحادثة سقطت مرة أخرى من على إرتفاع 6 أقدام، وانكسر ذراعي فذهبت إلى المستشفي، وهناك التقطوا لي صورا بالأشعة السينية، ووجدوا أن أجزاء من جسدي العلوي قد تأثرت بعمق. لم يدفع لي صندوق التأمين أي تعويض لأن العمل الذي تعرضت خلال القيام به إلى الحادث كان جانبيا. أخبرتهم بأنني سقطت من على سقف الكنيسة قبل أسبوع و أن تلك الجروح  تعود حتما إلى ذلك السقوط، و رغم ذلك لم يعوضوني عن شيء لأن التحقيقات المسجلة أكدت بأنني سقطت واقفا على قدمي!. أذكر أنني جلست على فراشي أصلي "يا ربي، ساعد نجار بيد واحدة لا يستطيع القراءة ولا الكتابة بصورة جيدة". وأتاني إحساس بأنني سأصبح مديرا، إحساسي لا يخيب، وحتى الآن عملت في 30 مشروعا. وفى كل مرة أردد فيها صلواتي أشعر بأنها مستجابة.

 بعد مضي عام كنت أتحدث إلى جدتي عن سقوطي وقيامي بالمشي حول المكان ورؤيتي لكل شئ في لون أخضر، ويدي تمسك برأسي ثم إستلقائي مرة أخري على الأرض، فقالت لي جدتي أنني عندما سقطت من على السقف لم أقم أبدا و بقيت مستلقيا على الأرض حتى تم إحضار سيارة الإسعاف. ظننت أنها نسيت ذلك لكبر سنها لأنني متيقن تماما من قيامي وتجوالي، ولذا ناديت زوج شقيقتي الذي كان حاضرا في ذلك الوقت وسألته فأكد لي نفس قول جدتي، أي أنني عندما سقطت بقيت مستلقيا على الأرض إلى غاية حضور الإسعاف. ولاحظت شيئا آخر وهو أنه لا يمكنني أن أحمل رأسي بيد واحدة من الجهتين وأنا مستلق على الأرض. ولكني أعلم أنني فعلت ذلك. وأنا أرى أن الله سبحانه وتعالى عندما أعادني إلى جسدي كنت في غير حاجة إلى ساعديّ .

 

العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت