الاثنين، 3 يناير 2011

تجربـة بوب.أ

 

من أكثر القصص إثارة في تجارب الإقتراب من الموت تلك التي عاشها بوب.أ.المصاب بإعاقة في يده ...هذه شهادته المستخرجة من حوار صحفي أجري معه:

 "أنتم تتساءلون لماذا أمتلك كنيسة؟...عندما كنت صغيرا كنت أقضي معظم الأوقات مع جدي و جدتي. كانا يعيشان في منزل بمدرسة أسست عام 1896 بالقرب من نهر المسيسيبي.  كانا أصدق شخصين أراهما في حياتي، وفى عام 1984 عرضت الكنيسة للبيع وقمت أنا بشرائها، وكان جدي فخورا بذلك وقال لي " أنا أملك المدرسة وأنت تملك الكنيسة، إذن نحن ندير المدينة".وبينما كنت أعمل في سقف الكنيسة، أحضرت لي جدتي طعام الغداء، نزلت من السلم القريب من السقف لآخذ قسطا من الراحة بعد العمل وكنت قد أعطيت زوج شقيقتي المال ليجمع القمامة التي كنت أرميها إليه من السقف. كنت مسرعا لإنهاء تركيب لبادة السقف، ولذا تركت زوج شقيقتي وجدتي بالقرب من أسفل السلم يأكلون طعامهم وصعدت أنا للسقف مرة أخري بعد تناول طعامي. وبعد أن عملت لعدة أيام سابقة وأنا أرتدي حزام الحماية، اقتنعت بقدرتي عن التخلي عن ذلك الحزام الذي قدرت عدم ضرورته ، وأحمد الله أنني لم أفعل لأن التوقف المفاجئ في نصف الطريق وأنا ساقط من أعلى كان سيقصم ظهري بالتأكيد. أتذكر أنني قمت بخلع المسامير من على الخشب الذي كنت أقف عليه. لم أدر أن ذلك اللوح سوف يميل بي، و فكرت في أنني لو سقطت فإن الارتفاع غير شاهق، وفجأة، سقطت من على السقف، والتجربة التالية يصعب توضيحها، لأنه لا شئ يمكن مقارنته به. عندما سقطت على الأرض شعرت وكأن قطارا ضخما يسير بسرعة  هائلة يصطدم بي ويطيّرني بعيدا . أذكر أنني وقفت بعد ذلك على قدميّ  و كنت أنظر من حولي ورأيت أن كل شئ يرفل في اللون الأخضر. نور أخضر، أخضر داكن، كل الظلال  كانت خضراء هي كذلك. الكنيسة خضراء، نهر المسيسبي كان أخضرا... فكرت في أن رأسي تكسر، وضعت يداي على رأسي لأحمله، وإستلقيت على ظهري. وبينما كان جسدي يرتطم بالأرض، مرت بفكري صورا عن حياتي. كانت شبيهة بقطار من المعرفة يجري بسرعة الضوء، وكل سيارة تمر به كانت تجربة عشتها في حياتي الحسنة منها و السيئة ، منذ اللحظة التي دخلت فيها رحم أمي إلى غاية اللحظة التي كنت معلقا خلالها على سقف الكنيسة. كنت أحكم على أفعالي الماضية وأحاسب نفسي عليها و أذكر أنني شعرت بأسف شديد بأنني ضربت ضفدعة بعصا عندما كنت طفلا. و الصورة الأخيرة رأيت فيها زوجتي وطفلاي الصغيرين .

بعد تلك المراجعة ( الشاملة و السريعة جدا) لحياتي، سمعت صوت جدتي وهى تصلي من أجلي فوق رأسي، وقمت أنا أيضا بترديد صلواتي " يا ربي إذا مددت لي في عمري لأربي طفليّ سأعمل من أجلك طيلة حياتي .آمين". و فجأة عدت إلى جسدي و لاحظت أن صدري أسود وأزرق بسبب السقوط، ولكني لم أفهم. ومن الغريب أن أخي قام بتجميع كل الخشب الملقى على الأرض قبل يومين ما عدا لوحا من الخشب الرقائقي الذي سقطت عليه و قد خفف ذلك اللوح من حدة السقوط و إلا كنت سأموت بالتأكيد. أنا الآن لست نفس الشخص الذي سبق الحادثة، و بعبارة أخري بقيت ذلك الشخص ولكن باهتمامات وهوايات تختلف كليا عن السابق. الشئ الجدير بالملاحظة في تجربتي في الإقتراب من الموت هو الهبات النفسية التي أصبحت أمتلكها الآن.

بعد مكوثي بالبيت وفى نفس اليوم بعد أسبوع من تلك الحادثة سقطت مرة أخرى من على إرتفاع 6 أقدام، وانكسر ذراعي فذهبت إلى المستشفي، وهناك التقطوا لي صورا بالأشعة السينية، ووجدوا أن أجزاء من جسدي العلوي قد تأثرت بعمق. لم يدفع لي صندوق التأمين أي تعويض لأن العمل الذي تعرضت خلال القيام به إلى الحادث كان جانبيا. أخبرتهم بأنني سقطت من على سقف الكنيسة قبل أسبوع و أن تلك الجروح  تعود حتما إلى ذلك السقوط، و رغم ذلك لم يعوضوني عن شيء لأن التحقيقات المسجلة أكدت بأنني سقطت واقفا على قدمي!. أذكر أنني جلست على فراشي أصلي "يا ربي، ساعد نجار بيد واحدة لا يستطيع القراءة ولا الكتابة بصورة جيدة". وأتاني إحساس بأنني سأصبح مديرا، إحساسي لا يخيب، وحتى الآن عملت في 30 مشروعا. وفى كل مرة أردد فيها صلواتي أشعر بأنها مستجابة.

 بعد مضي عام كنت أتحدث إلى جدتي عن سقوطي وقيامي بالمشي حول المكان ورؤيتي لكل شئ في لون أخضر، ويدي تمسك برأسي ثم إستلقائي مرة أخري على الأرض، فقالت لي جدتي أنني عندما سقطت من على السقف لم أقم أبدا و بقيت مستلقيا على الأرض حتى تم إحضار سيارة الإسعاف. ظننت أنها نسيت ذلك لكبر سنها لأنني متيقن تماما من قيامي وتجوالي، ولذا ناديت زوج شقيقتي الذي كان حاضرا في ذلك الوقت وسألته فأكد لي نفس قول جدتي، أي أنني عندما سقطت بقيت مستلقيا على الأرض إلى غاية حضور الإسعاف. ولاحظت شيئا آخر وهو أنه لا يمكنني أن أحمل رأسي بيد واحدة من الجهتين وأنا مستلق على الأرض. ولكني أعلم أنني فعلت ذلك. وأنا أرى أن الله سبحانه وتعالى عندما أعادني إلى جسدي كنت في غير حاجة إلى ساعديّ .

 

العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق